المشنوق لا يحظى بدعم الحريري وميقاتي… هو من يطلب زيارة المفتي
لم ينجح النائب نهاد المشنوق في تأمين غطاء سياسي له في ملف جريمة تفجير مرفأ بيروت من الرئيس سعد الحريري أو من نادي رؤساء الحكومة السابقين، لذلك يتمسك بالحماية الدينية التي يؤمنها له مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، وذلك باعتبار أنّ المشنوق يمثل “السنية السياسية والبيروتية” وكان إلى جانب الرئيس الشهيد رفيق الحريري لسنوات.
بحسب مصادر سياسية بارزة، فإنّ أحدًا من نادي رؤساء الحكومة السابقين ليس بوارد تبني المشنوق سياسيًا، لا سيما أن علاقته بالحريري وميقاتي تشوبها عدة شوائب، بالإضافة طبعاً إلى أن ميقاتي والحريري لن يورطا نفسهما بالدفاع عنه وأن يتهما بعرقلة مسار التحقيقات، خصوصاً أن المشنوق يختلف عن الرئيس حسان دياب كون الأخير رئيس حكومة ولا يمكن تركه وحيدًا كي لا تكر سبحة الإدعاءات على رؤوساء الوزراء الذين تولوا السلطة خلال وجود نيترات الأمونيوم في العنبر رقم 12 داخل المرفأ.
تشير المصادر، إلى أنّ المشنوق يشعر بإستهدافه سياسيًا في ملف مرفأ بيروت، وإلّا لماذا لم يدعِ المحقق العدلي القاضي طارق البيطار على باقي وزراء الداخلية كـ ريا الحسن ومحمد فهمي، رغم أنّهما كانا في السلطة خلال وجود النيترات، وبحسب المعلومات فإنّ البيطار استمع إلى العميد فهمي ولم يتخذ أي قرار بالإدّعاء عليه أو على مدير مكتبه العميد محمد الشيخ، رغم أن الأخير تدور حوله شبهات فيما يخص معرفته بوجود نيترات الأمونيوم كونه كان يطلع على بريد الوزير فهمي اليومي، إضافة إلى أنّه كان يحضر اجتماعات مجلس الأمن المركزي، مع الإشارة إلى أنّه كان قائدًا سابقًا لفوج إطفاء بيروت وكان بإمكانه تحذير قيادة الفوج والعناصر الذين سقطوا على باب العنبر المشؤوم بحال كان يعلم بوجود النيترات.
وتذكر المصادر، أن بحوزة المشنوق عدّة دلائل تؤكد انحياز المحقق العدلي لفريق رئيس الجمهورية، الذي أمّن الغطاء لمسؤولين من المفترض أن يكونوا في حسابات القاضي طارق البيطار، وذلك ما دفع المشنوق إلى اتّخاذ قرار المواجهة وتقديم دعوى بكفّ يد القاضي بيطار عن الملف.
وتكشف أنّ “نهاد المشنوق هو من يطلب مواعيد لزيارة دار الفتوى، والمفتي دريان يحاول أن يكون مظلّة سنية للدفاع عن المدعى عليهم من الطائفة السنية في قضية انفجار مرفأ بيروت انطلاقًا من وحدة المساواة بين جميع المدعى عليهم في القضية، في الوقت الذي يجب أن يكون المفتي مظلّة وطنية لا سنية، لأنّ الذين سقطوا في انفجار المرفأ منهم من الطائفة السنية والعاصمة التي تدمّرت غالبية سكانها من الطائفة السنية أيضاً”.
وتؤكد المصادر نفسها، أنّ مفتي الجمهورية يتعرّض لضغوط سياسية وشعبية لرفع الغطاء عن المشنوق، ومن المتوقع أن تشهد الأيام القادمة تحركات احتجاجية أمام مبنى دار الفتوى في عائشة بكار – بيروت رفضًا للتدخل الديني في ملف التحقيق وعدم عرقلة مسار التحقيقات، خصوصاً أنّ البيطار لم ينتهِ من الملف بعد وعلى جميع المدّعى عليهم الامتثال لقراراته، وإلّا فإنّ الأمور متّجهة إلى مزيد من التصعيد والمواجهات السياسية والشعبية.
محمد مدني